أكد الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في لبنان "أوسيب لبنان"، في بيان على "تثمينه العالي للمصالحة الوطنية التاريخية التي تم الاعلان عنها خلال الاسبوع الماضي في الصرح البطريركي الماروني - بكركي بين رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، برعاية صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي"، مشيراً إلى أن "تلك المبادرة التي تلقتها جميع الاوساط اللبنانية بكثير من الارتياح علامة من علامات الرجاء والامل بإمكانية عودة اللبنانيين الى أصالتهم الوطنية والانسانية لا بل الايمانية، ولا سيما المسيحيون من بينهم، اذ عليهم تقع المسؤولية الاولى في إنجاح النموذج اللبناني وتفعيل المصداقية، لا برسالة لبنان الوطن فحسب بل بجوهر الرسالة المسيحية القائمة على ثالوث الايمان والرجاء والمحبة، ممّا يعني التعالي على الجراح مهما كان الصليب موجعا".
وثمّن "أوسيب لبنان" هذه "المبادرة النبيلة التي تحققت بفضل شجاعة المبادرين اليها، سواء الظاهرون منهم تحت أضواء وسائل الاعلام أم الباقون منهم في ظلّها"، مثنياً "على مساعي جميع الشخصيات والرموز الروحية والوطنية التي كان لها الفضل في ايصال هذه المصالحة التاريخية والنبوية لما تنطوي عليه من أبعاد ايجابية على كل صعيد".
وتمنّى أن "تتردّد العدوى الايجابية والصحية لهذه المصالحة لتجتاح كامل الجسم اللبناني، فيستعيد عافيته كاملة، متحررا من كل عوامل الجمود والمعوقات التي يرزح تحتها حاليا"، آملاً أن "تغدو لقاءات المصالحة، على غرار مصالحة بكركي طقسا من طقوس العبادة والممارسة الوطنية، وستنعقد في كل مدينة وبلدة وعائلة، تحقيقا لوصية السيد المخلص الذي قدَم فعل المصالحة على العبادة الروحية بالذات عندما قال: "دع قربانك أمام المذبح واذهب أولا وصالح أخاك" (متى 5: 21-26) "رحمة اريد لا ذبيحة"، هوشع 6:6".
وهنّأ "أوسيب لبنان" اللبنانيين بهذا اليوبيل الماسي للذكرى، مجدداَ "تمنّيّاته القلبيّة بأن يعيد الله هذا العيد على جميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم وأطيافهم، بالخير والسلام، ودوام الوحدة والمحبة بين جميع أفراد الوطن".
ولفت إلى أنه "إذ اكتملت المصالحات في المجتمع المسيحي حيث سبقتها لقاءات أيضاً كان لها الواقع الإيجابي وتعبّر عن مسؤولية المبادرين لها، نأمل أن تثمر إيجابية وتسعى لتأمين مستقبل أبنائنا وتساهم في بناء الوطن على أسس متينة، ويبقى اختلاف وجهات النظر عند حدود التعبير عن الرأي واحترام الرأي، الاحترام دون الوصول إلى تبعات تكلّف المجتمع والوطن".